الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة كل التفاصيل عن الفرضيات التي ستحصل لنادي برشلونة في حال اتمام استقلال اقليم كتالونيا

نشر في  29 سبتمبر 2014  (11:26)

وقع زعيم إقليم كتالونيا أرتورو ماس مرسوماً كان قد أقرّه البرلمان الكتلوني سابقاً بإجراء استفتاء على استقلال الإقليم في محاولة جديدة للاستقلال عن الحكم الملكي وذلك وصول قوميين في برشلونة للسلطة، وقد توعدت الحكومة المركزية في اسبانيا على عرقلة هذا الاستفتاء بكل السبل لانتهاكه دستور البلاد الذي ينص على أن اسبانيا دولة واحدة غير قابلة للتقسيم …لكن على فرض أن العملية نجحت في ظل دعم شعبي قوي لهذا الخيار فما الذي سيتغير بالنسبة للكرة الاسبانية في حال استقلت كتلونيا ، وماهي العواقب المحتملة بالنسبة لبرشلونة وكيف سيتعامل معها ..تابعوا معنا .
إذا نجح هذا الإقليم في الاستقلال فإنه بالضرورة سيكون خارج الدولة الاسبانية وبالتالي فإن السير الطبيعي للعملية يكمن في طلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي لكرة القدم وبعدها يجب العمل على إنشاء دوري خاص يضم فرق الإقليم، ونحن هنا نتحدث عن برشلونة أولاً واسبانيول ثانياً ومجموعة من الفرق الصغيرة التي تلعب في الدرجات الدنيا الاسبانية لكنها أضعف من أن تكون نداً لناشئي برشلونة في أفضل تقدير، وهذا السيناريو كارثي للغاية حيث سيعتبر هذا الدوري دورياً ناشئاً وبالتالي هو بحاجة لوقت طويل للغاية ليرتفع تصنيفه على المستوى الأوروبي بما يكفل له مشاركة في تمهيدي الأبطال كما هو حال العديد من الدوريات لدول صغيرة كالجبل الأسود ولاتفيا ومولدوفا وسواهم والذي لا تملك فرقهم تأهلاً مباشراً إلى بطولة أوروبية كبيرة حيث يخوض بطلها تصفيات صعبة للوصول إلى الدوري الاوروبي وهذه في حد ذاتها كارثة لنادي برشلونة صاحب الصولات والجولات في المسابقة الأهم دوري الأبطال ، عدا عن صعوبة الانضمام إلى الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم حيث أخذ المقاطعة البريطانية جبل طارق عدة أعوام قبل أن يتم قبولهما في مجتمع كرة القدم القاري والدولي .
المشكلة الثانية تكمن في أن كتلونيا ستخرج تلقائياً من الاتحاد الأوروبي بمجرد خروجها من اسبانيا حيث ستسقط الجنسية الاسبانية عن جميع لاعبيها في داخل كتلونيا وخارجها وسيصبحون في حكم اللاعبين الأجانب ولن تطبق عليهم قوانين السوق الأوروبية المشتركة التي تسمح لهم باللعب في أي دولة أوروبية يريدونها مما سيضر باللاعبين الكتلونيين أنفسهم وسيقيد حركتهم في أوروبا لأن الأندية الأوروبية ستحسب لقدومهم ألف حساب حيث سيعاملون كما يعامل اللاعب الإفريقي والأمريكي الجنوبي وهم أغلى سعراً بالضرورة ومثالنا على ذلك سيسك فابريغاس في تشلسي . فالاستقلال عن اسبانيا لا يعني بالضرورة الانضمام التلقائي للاتحاد الأوروبي الذي لا يشجع أي نزعات انفصالية والدليل تصريحات مسؤوليه حول استقلال اسكتلندا عن بريطانيا والتي ألمحت إلى أن أوروبا قد لا تضم الوافد الجديد إليها وهذا أحد أسباب فشل الاستقلال.
لكن برشلونة يأمل في أن يبقى منافساً في الدوري الاسباني لكرة القدم وذلك بحسب ما قال رئيسه السابق ساندرو روسيل يوماً، وموقف روسيل هذا يستند على المنفعة متبادلة بين النادي الكتلوني العملاق والاتحاد الاسباني لكرة القدم بسبب وزن البرسا في الكرة الاسبانية والأوروبية وقيمته الفنية والتجارية على مستوى العالم حيث أن الكرة الاسبانية ستتضرر بمقدار تضرر برشلونة وربما أكثر لأن جزءاً كبيراً من جمالية الليجا وتشويقها قائم على التنافس التاريخي بين الغريمين التقليديين عدا عن أن أفضل لاعبي المنتخب خاصة في السنوات الأخيرة هم من كتالونيا،لذلك يرى الكثيرون في برشلونة أن الحل يكمن في اعتماد نموذج نادي إمارة موناكو المستقلة والذي يلعب في الدوري الفرنسي لكرة دون أن تكون موناكو فرنسية ، لكن الفارق الرئيسي ما بين موناكو وكتلونيا أن نادي الإمارة الأوروبية المستقلة هو ناد فرنسي بالكامل ويخضع لقوانين الاتحاد الفرنسي ويدفع له رسوماً رغم خلو الإمارة من الضرائب ، كما أنها لا تملك منتخباً وطنياً عكس كتلونياً التي سيكون لديها فريقها القومي الذي سيمثلها في المحافل الدولية.

السيناريو الآخر المطروح أمام كتالونيا هو المثال الأندوري الأكثر واقعية ، هذه الدولة الصغيرة التي تقع بين الحدود الفرنسية والاسبانية من جهة برشلونة تحديداً والتي نالت استقلالها عام 1994 ولها اتحادها ومنتخبها الخاص لكن فريقها إف سي أندورا يلعب في دوري المقاطعات الكتلوني في الدرجة الخامسة الاسبانية، لكن الفريق استند على تسجيله سابقاً في الاتحاد الملكي الاسباني منذ العام 1948 وهي دولة صغيرة لا تقدم ولا تؤخر ، لكن حالة برشلونة مختلفة حيث قد تلعب النكايات السياسية دورها هنا ويرفض الاتحاد الاسباني طلب برشلونة في الانضمام له خاصة أن هناك نصاً واضحاً في لوائح الاتحاد يقول :” يجب أن ينتمي أي فريق إلى الاتحاد الاسباني ويكون مندمجاً فيه بخلاف انضمامه إلى اتحادات الحكم الذاتي التي يجب أن تكون منضمة له أيضاً .” مما يعني أن خروج كتالونيا واتحادها من اسبانيا سيعني استبعاد برشلونة تلقائياً من أي منافسة داخلية .
المسألة ليست سهلة على الإطلاق حيث ستصبح الأمور أعقد بكثير لناد يعتبر مع لاعبيه من الأفضل في تاريخ كرة القدم ، وهذه الصعوبات يدركها لاعبو النادي رغم تصريحاتهم بمساندة الاستقلال والتي تدخل في باب المجاملة أكثر من أن تكون موقفاً جدياً ، إلا أن خط العودة دائماً موجود حيث أكد المسؤولون الكتالونيون بطريقة ما أن النتيجة غير ملزمة بل هي مجرد إظهار للنوايا الشعبية ، وهذه التصريحات تظهر أن العملية هي جزء من حملة ضغط على الحكومة المركزية في مدريد لمسائل داخلية واقتصادية اسبانية …مما يعني أن الاستقلال مسألة بعيدة المنال حالياً والبرشا سيبقى داخل الكرة الاسبانية ودوريها .